السبت، مارس 13، 2010

لمحة مختصرة عن سيرة النبي~ صلى الله عليه و سلم ~

أولاً : أول ما نزل عليه  ~ صلى الله عليه و سلم ~  

 

كان أول ما بُدئ به رسول الله  ~ صلى الله عليه و سلم ~   من أمر النبوة الرؤيا الصادقة واستمر ذلك ستة أشهر، ثم أكرمه الله تعالى بالنبوة، فجاءه الملك جبريل – عله السلام -  وهو في خلوته بغار حراء، وقرأ عليه النصف الأول من سور العلق : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ(3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ(4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5) }.

يقول المفكر البلجيكي جورج سارتون: و" صدع محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~  بالدعوة نحو عام 610م وعمره يوم ذاك أربعون سنة... مثل إخوانه الأنبياء السابقين [عليهم السلام].."  [1] .

 

ثانيًا: إسلام العالم والكاتب النصراني ورقة بن نوفل 

 

فبعدما استمع للنصف الأول من سورة اقرأ من فم رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~   :

قال ورقة فوراً : "هذا الناموس الذي نزل الله به على موسى، يا ليتني فيها جذع، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك" ، فقال النبي  ~ صلى الله عليه و سلم ~  : "أومخرجي هم؟". قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا [2]، وأسلم ورقة، ليسجِّل التاريخ أن أول رجل يصدِّقُ محمداً ويعتنق دينه هو عالمٌ نصراني.

 

ثالًثا:أول من أسلم

 

أمر الله رسوله  ~ صلى الله عليه و سلم ~ بتبليغ الدعوة سراً لمدة ثلاث سنين، فدعا قومه إلى الإسلام، فحاز قصب السبق صديقه ووزيره أبو بكر، وزوجته خديجة، وابن عمه علي بن أبي طالب، وخادمه زيد من حارثه.

وهؤلاء نواة الإسلام، ومنهم انبثق الدين الإسلامي، وانتشر في الناس، وعم نوره في البقاع.

يقول رالف لنتون : و" اجتذب الوحي الذي نزل على محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~  عدداً من الأتباع، وبدأ ينتشر بين الناس.." [3]  .

 

رابعًا: إيذاء المسلمين

 

 لما دخل الناّسُ في دين الله واحداً بعد واحدٍ، وكثر أتباع محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~   فحينئذ ناصبه الوثنيون العداوة، فحمى الله رسوله ~ صلى الله عليه و سلم ~  بعمه أبي طالب، لأنه كان شريفًا معظماً في قومه.. وأما أصحابه فمن كان له عشيرة تحميه امتنع بعشيرته، وسائرهم صَبَّ عليهم المشركون العذاب صبَّاً، وفتنوهم عن دينهم فتوناً، منهم بلال بن رباح العبد الأثيوبي وعمار بن ياسر، وأمه سمية وأهل بيته الذين عُذِّبوا في الله عذاباً شديداً، حتى قضى ياسر نحبه، ومرَّ أبو جهل بسمية - أم عمار - وهي تُعذب، فطعنها بحربة في فرجها فقتلها.

كما قام صناديد قريش بتعذيب العديد من النساء اللائي أسلمن [4]، وضربن أروع الأمثلة في الثبات والصبر والاعتزاز بدعوة الإسلام، وكانت من بينهن زِنِّيرَةُ – أمَة رومية قد أسلمت فعُذبت في الله ، وأُصيبت في بصرها حتى عميت- ، وأسلمت جارية عمر بن مؤمل من بني عدى، فكان عمر بن الخطاب يعذبها ـ وهو يومئذ على الشرك ـ فكان يضربها حتى يفتر ، وممـن أسلمـن وعُـذبن أيضاً : أم عُبَيْس والنهدية وابنتها .

 

خامسًا: الهجرة إلى الحبشة وإسلام ملك نصارى الحبشة

 

ويتحدث العلامة آتيين دينيه [5] ، عن مأساة المسلمين في هذه الفترة، قائلاً:

" وامتلأت نفس محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~  حزناً ، أمام هذه المآسي التي كان يتحملها ضعاف المسلمين الذين لا يجدون من يحميهم . حقاً إن شجاعة المعذبين والشهداء في سبيل الله برهنت على إسلامهم العميق ، ولكنه رأى أن من الخير ألا يستمر هذا البلاء ، فنصح الضعفاء ومن لم تدعهم الضرورة إلى البقاء في مكة بالهجرة إلى الحبشة حيث المسيحيون ، وحيث التسامح والعدل اللذان اشتهر بهما ملكها النجاشي" [6] .

وهو ملك نصراني صالح،  لا يُظلم عنده أحد. فأقام المهاجرون عند النجاشي على أحسن حال، فبلغ ذلك قريشاً فأرسلوا وفداً، ليكيدوهم عند النجاشي،وليخرجهم النجاشي خارج أرضه إلى المشركين فرجعوا خائبين. وأسلم النجاشي على يد رئيس الوفد الإسلامي الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب، بعدما قرأ على النجاشي آيات بينات من سورة مريم. وظلَّ المهاجرون عند النجاشي ينشر عليهم ظله وحمايته حتى رجعوا إلى المدينة المنورة سنة سبع للهجرة.

 

سادسًا: الحصار وعام الحزن

 

 اشتد أذى المشركين لرسول الله  ~ صلى الله عليه و سلم ~  ، فحصروه وأهل بيته في شِعب (وهو مكان بين جبلين في مكة يشبه السجن المفتوح ) عُرف بشعب أبي طالب، وسُجن النبي  ~ صلى الله عليه و سلم ~ مدة ثلاث سنين، حتى بلغهم الجوع و الجهد وسُمع أصوات صبيانهم بالبكاء من وراء الشِعب، و بدأ حبس محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~   وأصحابه في هلال المحرم سنة سبع من البعثة وخرج من الحصار وله تسع وأربعون سنة، وبعد ذلك بأشهر مات عمه أبو طالب، ثم ماتت خديجة بعد ذلك بيسير، فاشتد أذى الكفار له، وتطاولوا عليه.

 

 وفي شوال سنة عشر من النبوة ( في أواخر مايو أو أوائل يونيو سنة 619 م) خرج إلى الطائف هو وزيد بن حارثة يدعو إلى الله تعالى وأقام به أياماً، فلم يجيبوه وآذوه وأخرجوه ورجموه بالحجارة حتى أدموا قدميه، وكان أشد يوم في حياته ..

وفي ذي القعدة سنة عشر من النبوة ( في آواخر يونيو أو أوائل يوليو سنة 619م ) عاد رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~   ليستأنف الدعوة الإسلامية مرة أخرى في مكة .

 

سابعًا: دعوة القبائل ولقاء الأنصار

 

 أقام النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~بمكة يدعو القبائل إلى الله تعالى، ويعرض نفسه عليهم في مواسم الحج، وأن يؤووه حتى يبّلغ رسالة ربه ولهم الجنة ليس غير، فلم تستجب له قبيلة واحدة، فلما رأى الأنصار رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~   ، وتأملوا أحواله، وقد سمعوا عنه من أهل الكتاب، قال بعضهم لبعض: "يا قوم ! تعلمون والله ! إنه للنبى الذى توعدكم به يهود فلا يسبقنكم إليه ! " [7] . وكان اليهود ينتظرون مبعثه ~ صلى الله عليه و سلم ~  ، ويحذرون قبائل يثرب من اقتراب موعد نبي ..

 

ثامنًا: الهجرة إلى المدينة المنورة

 

وبايع رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ وفد الأنصار، ووعدوه أن ينصروه ويمنعوه – في المدينة المنورة - حتى يبّلغ رسالة الإسلام، ومن ثم أمر رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ أصحابه بالهجرة .. 

يقول الباحث الإنكليزي جان باغوت غلوب :

 "ولم تنقض سبعة أسابيع أو ثمانية حتى كان جميع المسلمين قد هاجروا من مكة باستثناء النبي  ~ صلى الله عليه و سلم ~  نفسه وابن عمه علي بن أبى طالب وولده بالتبني زيد بن حارثة ورفيقه الأمين أبو بكر الصديق ... وجدير بنا أن نعترف هنا بأن محمداً  ~ صلى الله عليه و سلم ~  أبدى جرأة منقطعة النظير ببقائه في مكة حيث لم يعد يحظى بحماية عمه أبو طالب كبير بني هاشم .وأدركت قريش خطورة ما وقع من تطور وهالهم أن المسلمين أخذوا يقيمون الآن في يثرب مجتمعاً متلاحم الوشائج خارجاً على نفوذهم وبعيداً عن متناول أيديهم، وأنهم شرعوا يكسبون أنصاراً إلى جانبهم من أبناء القبائل الأخرى الذين قد يتحولون إلى معاداة قريش . واجتمع كبار القوم في دار الندوة يتشاورون في أمر محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ ورأى بعضهم أن محمداً   ~ صلى الله عليه و سلم ~ هو سبب كل ما يواجهونه من متاعب، وأن من الخير لهم لو تخلصوا منه في أسرع وقت ممكن قبل أن يتمكن من اللحاق بأصحابه في يثرب[المدينة المنورة] " [8] .

 

وبالفعل حاول صناديد قريش – كما يقول رالف لنتون  " ممن كانوا يكرهون عائلة محمد    ~ صلى الله عليه و سلم ~  ، ورأوا في تعاليمه ما يهدد مصالحهم، حاولت أن تغتاله؛ ولكنها لم تنجح في محاولتها. وهاجر محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~  والجماعة المخلصة القليلة من أتباعه إلى المدينة يوم 16 يوليه 622م وهو تاريخ هام يجب أن لا ننساه لأنه عام الهجرة الذي يؤرخ به جميع المسلمين حتى الآن" [9] ..

وهناك في المدينة المنورة جمع الله علي محمد~ صلى الله عليه و سلم ~أهل يثرب من قبيلتي الأوس والخزرج أخوةً متحابين بعد قتال مرير وعداوة وقعت بينهم بسبب قتيل، فلبثت بينهم الحروب والصراعات مائة وعشرين سنة إلى أن أطفأها الله بمحمد ~ صلى الله عليه و سلم ~  ، وألف بينهم؛ حتى صاروا أمة واحدة، ودولة واحدة، ولكن المشركين ازداد حنقهم على الإسلام وأهله، لاسيما بعد هذا التقدم الهائل لدعوة الإسلام، وقيام دولة للمسلمين، فشن المشركون المكيون على رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ سلسلة من الحروب المتتابعة، ومن ثم أذن الله للمسلمين بالقتال للدفاع عن دينهم وأنفسهم ودولتهم الناشئة.. التي يحاول الوثنيون القضاء عليها في مهدها. فشنوا على المسلمين حروباً، كمعركة بدر (17 رمضان 2هـ/13مارس624م)، ومعركة أُحد ( شوال 3هـ/إبريل624 م)، ومعركة الأحزاب ( شوال 5 هـ\  مارس627م) ..

ولقد بلغ عدد الغزوات التي قادها  النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~  28 غزوة، منها 9 غزوات دار فيها القتال بين الطرفين، والباقي لم يحدث فيها قتال، واستمرت هذه الغزوات من العام الثاني للهجرة حيث غزوة ودَّان ( الأبواء ) ( صفر 2هـ - أغسطس 623 م).وحتى العام التاسع حيث غزوة تبوك (رجب 9 هـ / أكتوبر630م) .

يقول المؤرخ لويس سيديو [10] - معلقًا على هذه المعارك - :

" فدفع الله شرهم ، وهو أولى أن يحفظ نبيه  ~ صلى الله عليه و سلم ~  القائم بالدعوة له ، وأحق أن يجعل كيدهم في نحورهم وما زال آخذاً بيمينه،  حتى غنى له الزمن ، وصفق له الدهر" [11] .

وعقب هجرة النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~  أسلم عدد من خيار علماء اليهود في المدينة، صدَّقوا بمحمدٍ ~ صلى الله عليه و سلم ~   واتبعوه بعد أن عرفوه بنعته الوارد في كتبهم، منهم  الحبر اليهودي العلامة: عبد الله بن سلام – رضوان الله تعالى عليه - .

 

تاسعًا: الفتح وانتشار الدعوة

 

واستطاع النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ بعد حوالي 19 سنة – كلها معاناة وإيذاء من المشركين - أن ينتزع من قريش صلحاً سمِّي صلح الحديبية في شهر ذي القعدة سنة ست من الهجرة (في مارس628 م) ، ليتفرغ للدعوة ونشر الرسالة، فبعث رسلاً سفراء من أصحابه، وكتب معهم كتباً إلى الزعماء والملوك، يدعوهم فيها إلى الإسلام، في رسائل وخطابات رفيعة المستوى، سامقة الذوق .. 

ونجح النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ في دعوته على نطاق واسع ، وانتشر الإسلام في الجزيرة العربية كالنار في الهشيم، وزالت الجاهلية بتقاليدها المتخلفة، وعقائدها الفاسدة ..

 وفتح رسول الله خيبر معقل الدس والمؤمرات في المحرم سنة 7 هـ ( مايو 628).

ثم فتح مكة في رمضان 8هـ( يناير 630 م)  اثر نقض قريش للعهد، وأصدر عفواً عاماً عنهم .. وأعلن الرسول ~ صلى الله عليه و سلم ~   الأمان العام لكل الناس، فلا طوارىء ولا تعسف ، فقال ~ صلى الله عليه و سلم ~   : "من دخل دار أبى سفيان فهو آمن ! ومن أغلق بابه عليه فهو آمن! ومن دخل المسجد فهو آمن !" [12] . وعهد إلى أمرائه من المسلمين حين أمرهم بدخول مكة أن لا يقاتلوا إلا من قاتلهم [13] ..

" فما إن أُقر السلام؛ حتى انتشر الإسلام في كل ناحية، بخطى واسعة، لا..!  لقد بدا وكأن قوة غير منظورة كانت تعمل على إدخال الناس في دين الله أفواجاً بعد أفواج" [14] ..

 وحُطمت الأصنام، وسقطت رموز الوثنية، وتوحدت الشعوب والقبائل المتناحرة، وخرج العربي من عبادة العباد إلى عبادة الخالق رب العباد، وألغيت الطبقيات والعصبيات والنعرات الجاهلية ، وانتشر العدل والسلم والأمن ...‏

وأصبحت دولة الإسلام مهيبة قوية أمام قوى الفرس والرومان ..

ولما اعتدى عامل الرومان شرحبيل بن عمرو الغساني  وقَتل سفير النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~   الصحابي السفير/ الحارث بن عمير الأزدي، عندما أرسله النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~   برسالة دعوية إلى عظيم بصرى في الشام،  إذا بالنبي  ~ صلى الله عليه و سلم ~   يعلن التعبئة العامة، ويغزو حدود الرومان الجنوبية، في سرية مؤتة( جمادى الأولى 8هـ/ سبتمبر 629 م )،  وغزوة تبوك (رجب 9 هـ / أكتوبر630) التي ملئت قلب النظام الروماني بالفزع والهلع، من هذا القطب الدولي الثالث الناشىء المتمثل في دولة الإسلام..

 

عاشرًا: حجة الوداع، ووفاة النبي 

 

بعد أن نجح النبي  ~ صلى الله عليه و سلم ~ في دعوته، وقويت دولة الإسلام، واستتب الأمن في الجزيرة العربية، ودخل الناس في الإسلام أفواجاً، وشاء اللّه أن يري رسوله     ~ صلى الله عليه و سلم ~   ثمار دعوته، التي عانى في سبيلها ثلاثة وعشرين عاماً، حافلة بالجهد والعمل والبلاء ، وأحس رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~   بدنو أجله، ولذلك قصد نبي الله ~ صلى الله عليه و سلم ~   الحج، ليجتمع بالأمة ، فيأخذوا منه أصول الإسلام وكلياته، ويأخذ منهم الشهادة على أنه أدى الأمانة، وبلغ الرسالة .

وفي اليوم التاسع من ذي الحجة (يوم عرفة ) في العام العاشر من الهجرة (6مارس632 م) وقد اجتمع حوله مئة ألف وأربعة وأربعون ألفاً من الناس، فقام فيهم خطيباً، وألقى خطبة بلغية جامعة ‏ تضمنت أول إعلانٍ عامٍ لحقوق الإنسان عرفته البشرية، أعلن فيها الإخاء والمساواة والعدالة وحرمة الدماء والأموال وحقوق المرأة، ووضع تقاليد الجاهلية الفاسدة، فألغى دماء الجاهلية، والمعاملات الربوية والنعرات الجاهلية.  

وأهدى للبشرية أعظم وأحكم وأجمل شريعة في التاريخ، تلك الشريعة التي تحدث عنها العلامة"شبرل" [15]  - مبديًا فخره واعتزازه بالنبي محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~   -  قائلاً:

" إن البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد ~ صلى الله عليه و سلم ~  إليها ، إذ رغم أميته استطاع قبل بضعة عشر قرناً؛ أن يأتي بتشريع سنكون نحن الأوربيين أسعد ما نكون ؛ لو وصلنا إلى قمته بعد ألفي سنة " [16] .

وعاد رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ إلى المدينة، وسرعان ما أحس بالمرض ودنو الأجل.

وتُوفي رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول عام 11هـ(6يونيو632)وخلفه في حكم الدولة وزيره وصديقه الجليل أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب – رضي الله عنهم جميعاً –.

هذه لمحة سريعة جداً من سيرة صاحب المعالي محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~  ، وهي غيض من فيض، كان لا بدَّ منها بين يدي الدراسة، ولتكون تميهداً للحديث عن صفات النبي وشمائله وأخلاقه وخصائصه الدالة على الرحمة.

 

------------------------------------------------------------------------------------------------

 

[1] جورج سارتون : الثقافة الغربية في رعاية الشرق الأوسط ، ص 29، 30،31

[2] صحيح – رواه  البخاري، بدء الوحي، باب: كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم، برقم 3

[3]  رالف لنتون : شجرة الحضارة، 1/341.

[4] انظر: صفي الرحمن المباركفوري: الرحيق المختوم، ص 71

[5] باحث فرنسي ، أشهر إسلامه عام 1927م وتسمى بناصر الدين، وكان شديد الهجوم على المستشرقين المعادين للإسلام، ومن آثاره : "الشرق كما يراه الغرب"، و" أشعة خاصة بنور الاسلام"، و " محمد رسول الله ".

[6] آتيين دينيه : محمد رسول الله ، ص 145

[7] ابن سيد الناس: عيون الأثر 1/ 205، وابن كثير : السيرة النبوية 2/176، وابن القيم : زاد المعاد 3/38

[8] جان باغوت غلوب : الفتوحات العربية الكبرى ، ص80-81 .

[9] رالف لنتون : شجرة الحضارة، 1/341.

[10] لويس سيديو ( 1808 – 1876 ): مستشرق فرنسي. ولد وتوفي بباريس. كان أبوه (جان جاك إمانويل سيديو، المتوفي سنة 1832) فلكياً من المستشرقين أيضاً. وتخرّج بكلية هنري الرابع، وعين مدرساً للتاريخ في كلية «بوربون» سنة 1823 . وهو صاحب كتاب «Histire des Arabes » ألّفه بالفرنسية،  وأشرف علي مبارك باشا علىَ ترجمته إلىَ العربية،  وسماه «خلاصة تاريخ العرب العام » ومن آثار «سيديو» أيضًا: « جامع المبادىء والغايات في الاَلات الفلكية» .

[11] لويس سيديو : خلاصة تاريخ العرب ص 54

 [12]ابن سيد الناس :عيون الأثر ، 2 / 188

[13]  ابن سيد الناس :عيون الأثر: 2 / 194

 [14] مولانا محمد علي : حياة محمد وسيرته : ص221

[15] عميد كلية الحقوق بجامعة "فيينا"،وقال هذه الجملة في مؤتمر الحقوق سنة 1927

[16] انظر : عبد الله ناصح علوان : معالم الحضارة في الإسلام وأثرها في النهضة الأوربية، ص 155      

النبوة والوحي

أولاً : شهادة الكتب السماوية السابقة

 

لقد أخبرت التوراة والإنجيل عن بعثة محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ بشكل صريح تارة وبشكل فيه تلميح تارة أخرى :

ففي بشارة سفر العدد: ورد في قصة بلعام بن باعوراء أنه قال: "انظروا كوكباً قد ظهر من آل إسماعيل، وعضده سبط من العرب، ولظهوره تزلزلت الأرض ومن عليها". . قال المهتدي الإسكندراني معلقاً: "ولم يظهر من نسل إسماعيل إلا محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~  ، وما تزلزلت الأرض إلا لظهوره  ~ صلى الله عليه و سلم ~  . حقًا إنه كوكب آل إسماعيل، وهو الذي تغير الكون لمبعثه ~ صلى الله عليه و سلم ~  ؛فقد حرست السماء من استراق السمع، وانطفأت نيران فارس، وسقطت أصنام بابل، ودكت عروش الظلم على أيدي أتباعه." [1] .

وقد حُرف هذا النص في الطبعات المحدثة إلى: "يبرز كوكب من يعقوب، ويقوم قضيب من إسرائيل، فيحطم موآب، ويهلك من الوغى" [2] .

وقال يوحنا في الفصل الخامس عشر من إنجيله : إن المسيح ـ عليه السلام ـ قال: "إن الفارقليط الذي يرسله أبي باسمي يعلمكم كل شيء" وقال – أيضا – في الفصل السادس عشر: "إن الفارقليط لن يجيئكم مالم أذهب، فإذا جاء وبخ العالم على الخطيئة، ولا يقول من تلقاء نفسه شيئاً، لكنه يسوسكم بالحق كله، ويخبركم بالحوادث والغيوب"

[4]

ويقول عيسى ـ عليه السلام ـ  في إنجيل برنابا : "لأن الله سيصعِّدني من الأرض وسيغير منظر الخائن حتى يظنه كل أحد إيّاي. ومع ذلك فإنه حين يموت شر ميتة أمكث أنا في ذلك العار زمنًا طويلاً في العالم ولكن متى جاء محمد رسول الله المقدس تزال عني هذه الوصمة" [5] .

هذا، وقد شهد بنبوة محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~   رجالات اليهودية، كأمثال الحبر عبد الله بن سلام، ورجلات النصرانية كورقة بن نوفل ..

ليكونا حجة على كل يهودي أو نصراني إلى قيام الساعة !

 

ثانيًا: شهادات علماء الغرب

 

كما شهد بنبوة محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~  كبار المفكرين والباحثين  الغربيين في العصر الحديث ، ونذكر من هذه الشهادات :

 

1- شهادة واشنجتون إيرفنج

 يقول الكاتب الأمريكي واشنجتون إيرفنج ( 1783-1859 م):

 "كان محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~  خاتم النبيين وأعظم الرسل الذين بعثهم الله ؛ ليدعوا الناس إلى عبادة الله" [6] ..

 

2- شهادة مارسيل بوازار

ويثبت "مارسيل بوازار" نبوة محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~ بإسلوب عقلاني وعلمي بكلمات بليغة  فيقول :

 "منذ استقر النبي محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ في المدينة، غدت حياته جزءًا لا ينفصل من التاريخ الإسلامي. فقد نُقلت إلينا أفعاله وتصرفاته في أدق تفاصيلها.. ولما كان مُنظمًا شديد الحيوية، فقد أثبت نضالية في الدفاع عن المجتمع الإسلامي الجنيني، وفي بث الدعوة.. وبالرغم من قتاليته ومنافحته، فقد كان يعفو عند المقدرة، لكنه لم يكن يلين أو يتسامح مع أعداء الدين. ويبدو أن مزايا النبي الثلاث، الورع والقتالية والعفو عند المقدرة قد طبعت المجتمع الإسلامي في إبان قيامه وجسّدت المناخ الروحي للإسلام.." [7] .

ويضيف قائلاً :

" وكما يظهر التاريخ محمدًا  ~ صلى الله عليه و سلم ~  قائدًا عظيمًا ملء قلبه الرأفة، يصوره كذلك رجل دولة صريحًا قوي الشكيمة له سياسته الحكيمة التي تتعامل مع الجميع على قدم المساواة وتعطي كل صاحب حق حقه. ولقد استطاع بدبلوماسيته ونزاهته أن ينتزع الاعتراف بالجماعة الإسلامية عن طريق المعاهدات في الوقت الذي كان النصر العسكري قد بدأ يحالفه. وإذا تذكرنا أخيرًا على الصعيد النفساني هشاشة السلطان الذي كان يتمتع به زعيم من زعماء العرب، والفضائل التي كان أفراد المجتمع يطالبونه بالتحلي بها، استطعنا أن نستخلص أنه لابدّ أن يكون محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~  الذي عرف كيف ينتزع رضا أوسع الجماهير به إنسانًا فوق مستوى البشر حقًا، وأنه لابد أن يكون نبيًا حقيقيًا من أنبياء الله ! ! " [8] .

 

3-شهادة إميل درمنغم

أما إميل درمنغم[9] فيدلل على نبوة محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~  ، من خلال حادث وفاة ابراهيم ابن رسول الله،  فيقول :

".. ولد لمحمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~ ،[من مارية القبطية] ابنه إبراهيم فمات طفلاً، فحزن عليه  ~ صلى الله عليه و سلم ~ كثيرًا ولحّده بيده وبكاه، ووافق موته كسوف الشمس، فقال المسلمون: إنها انكسفت لموته، ولكن محمدًا   ~ صلى الله عليه و سلم ~ كان من سموّ النفس ما رأى به ردّ ذلك فقال: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد..". فقول مثل هذا مما لا يصدر عن كاذب دجال.." [10] .

 

4- شهادة لايتنر

يقول لايتنر [11] :

 " بقدر ما أعرف من دينيْ اليهود والنصارى أقول بأن ما علمه محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ ليس اقتباسًا بل قد أوحي إليه به ولا ريب بذلك طالما نؤمن بأنه قد جاءنا وحي من لدن عزيز عليم. وإني بكل احترام وخشوع أقول: إذا كان تضحية الصالح الذاتي، وأمانة المقصد، وإيمان القلب الثابت، والنظر الصادق الثاقب بدقائق وخفايا الخطيئة والضلال، واستعمال أحسن الوسائط لإزالتها، فذلك من العلامات الظاهرة الدالة على نبوة محمد [صلى الله عليه و سلم ~  وأنه قد أوحي إليه" [12 ~.

 

5- شهادة لورافيشيا فاغليري

أما الكاتبة الإيطالية لورافيشيا فاغليري[13] فتقول :

"حاول أقوى أعداء الإسلام، وقد أعماهم الحقد، أن يرموا نبي الله  ~ صلى الله عليه و سلم ~  ببعض التهم المفتراة. لقد نسوا أن محمدًا   ~ صلى الله عليه و سلم ~  كان قبل أن يستهل رسالته، موضع الإجلال العظيم من مواطنيه بسبب أمانته وطهارة حياته. ومن العجب أن هؤلاء الناس لا يجشمون أنفسهم عناء التساؤل؛ كيف جاز أن يقوى محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~  على تهديد الكاذبين والمرائين، في بعض آيات القرآن اللاسعة بنار الجحيم الأبدية، لو كان هو قبل ذلك رجلاً كاذبًا ؟ كيف جرؤ على التبشير، على الرغم من إهانات مواطنيه، إذا لم يكن ثمة قوى داخلية تحثه- وهو الرجل ذو الفطرة البسيطة -حثًا موصولاً ؟ كيف استطاع أن يستهل صراعًا كان يبدو يائسًا ؟ كيف وفق إلى أن يواصل هذا الصراع أكثر من عشر سنوات، في مكة، في نجاح قليل جدًا ، وفي أحزان لا تحصى، إذا لم يكن مؤمنًا إيمانًا عميقًا بصدق رسالته ؟ كيف جاز أن يؤمن به هذا العدد الكبير من المسلمين النبلاء والأذكياء، وأن يؤازروه، ويدخلوا في الدين الجديد ويشدوا أنفسهم بالتالي إلى مجتمع مؤلف في كثرته من الأرقاء، والعتقاء، والفقراء المعدمين إذا لم يلمسوا في كلمته حرارة الصدق ؟ ولسنا في حاجة إلى أن نقول أكثر من ذلك، فحتى بين الغربيين يكاد ينعقد الإجماع على أن صدق محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ كان عميقًا وأكيدًا" [14] ..

 

6- شهادة روم لاندو

 

ويكشف المفكر البريطاني روم لاندو زيف المكذبين لنبوة محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~   بقوله :

"كانت مهمة محمد   ~ صلى الله عليه و سلم ~  هائلة ! كانت مهمة ليس في ميسور دجال تحدوه دوافع أنانية، وهو الوصف الذي رمى به بعض الكتاب الغربيين المبكرين محمد العربي ~ صلى الله عليه و سلم ~  ... إن الإخلاص الذي تكَّشف عنه محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~  في أداء رسالته، وما كان لأتباعه من إيمان كامل في ما أُنزل عليه من وحي، واختبار الأجيال والقرون، كل أولئك يجعل من غير المعقول اتهام محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~  بأيّ ضرب من الخداع المتعمد. ولم يعرف التاريخ قط أي تلفيق (ديني) متعمد استطاع أن يعمر طويلاً. والإسلام لم يعمر حتى الآن ما ينوف على ألف وثلاثمائة سنة وحسب، بل إنه لا يزال يكتسب، في كل عام أتباعًا جددًا. وصفحات التاريخ لا تقدم إلينا مثلاً واحدًا على محتال كان لرسالته الفضل في خلق إمبراطورية من إمبراطوريات العالم وحضارة من أكثر الحضارات نبلاً !" [15] .

 

------------------------------------------------------------------------------------------------

[1] انظر:  محمد بن عبد الله السحيم: أعظم إنسان في الكتب السماوية. ، فصل : بشارات العهد القديم بمحمد صلى الله عليه وسلم، ص21، وما بعدها.

[2] انظر: المصدر السابق

[3] انظر: المصدر السابق

[4] انظر: المصدر السابق

[5] إنجيل برنابا ،(80: 112  - 16 )

[6] واشنجتون إيرفنج : حياة محمد ، ص 72 .

[7] مارسيل بوازار: إنسانية الإسلام ، ص 46

[8] مارسيل بوازار: إنسانية الإسلام ، ص 46

[9] إميل درمنغم مستشرق فرنسي ، من آثاره : ( حياة محمد) (باريس 1929) وهو من أدق ما صنفه مستشرق عن النبي صلى الله عليه وسلم،  و ( محمد والسنة الإسلامية ) (باريس 1955).

[10] إميل درمنغم :حياة محمد ، ص318

[11] لايتنر : باحث إنكليزي، حصل على أكثر من شهادة دكتوراه في الشريعة والفلسفة واللاهوت، وزار الأستانة عام 1854، كما طوف بعدد من البلاد الإسلامية والتقى برجالاتها وعلمائها

[12] لايتنر : دين الإسلام ، ص 4 ، 5 .

[13] لورا فيشيا فاغليري : باحثة إيطالية في التاريخ الإسلامي واللغة العربية.من آثارها: (قواعد العربية) (1937)، و(الإسلام) (1946)، و(دفاع عن الإسلام) (19529).

[14] لورافيشيا فاغليري : دفاع عن الإسلام ، ص37، 38.

[15] انظر: أرنولد توينبي : الإسلام والعرب والمستقبل،ص33، 34. 

حال العالم عشية البعثة

 "بينما كان العالم الشرقي والعالم الغربي بفلسفاتهما العقيمة يعيش في دياجير ظلام الفكر وفساد العبادة، بزغ من مكة المكرمة في شخص محمد رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~  نور وضاء؛ أضاء على العالم فهداه إلى الإسلام" [1] .

 

فقد وُلد النبي  ~ صلى الله عليه و سلم ~  والبشرية تُعاني صنوف الجهل والتخلف والانحطاط الخلقي والحضاري.. العرب في الجزيرة العربية كانوا يعبدون الأصنام ويقتلون البنات ويتكسبون من وراء الزنى والدعارة .. أما الشعب الفارسي فقد أدمن عبادة النار كما أدمن عبادة الطاغية كسرى، الذي كرث الطبقية والكراهية بين صفوف الشعب الفارسي .. وهذا هرقل أجج الخلاف الطائفي بين الرومان فأخذ يذّبح من يخالفه في المذهب، فضلاً عن فساد السلطة الرومانية الحاكمة مالياً وإدارياً وسياسياً .. حتى وصل بهم الحد أن فرضوا ضريبة على الشعوب تسمى " ضريبة الرأس" .. وهي ضريبة يدفعها المواطن نظير ترك رأسه دون ذبح !

ومن ثم  " فإننا نجد استعدادات عامة للانتحار الاجتماعي العام . لم يكن النوع البشري في ذلك الزمان راضيًا بالانتحار فحسب، بل كان يتساقط عليه، ويتهالك    فيه !! " [2]

وهكذا كان العالم يموج بالظلم والتخلف .. إلى أن أرسل الله ـ تبارك ـ هذا الصادق الأمين  ~ صلى الله عليه و سلم ~  .

ويبين هنري ماسيه [3] :

أن  "بفضل إصلاحات محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~  الدينية والسياسية، وهي إصلاحات موحدة بشكل أساسي، فإن العرب وعوا أنفسهم وخرجوا من ظلمات الجهل والفوضى، ليعدّوا دخلوهم النهائي إلى تاريخ المدنية" [4] ..

 

 

------------------------------------------------------------------------------------------------

[1] إبراهيم خليل أحمد(القـس إبراهيم فيلـوبـوس سابقًا): محمد في التوراة والإنجيل والقرآن ، ص 47

[2] أبو الحسن علي الحسني الندوي : السيرة النبوية، ص 467

[3] هنري ماسيه : ولد عام 1886، عمل مديرًا للمعهد الفرنسي بالقاهرة، وعين أستاذًا في جامعة الجزائر (1916-1927)، وعضوًا في المجمع العلمي العربي بدمشق، وانتدبته الحكومة لعديد من المهام الثقافية واختارته اليونسكو في لجنة المستشرقين.من آثاره:كتاب (الإسلام) (1957)، ونشر العديد من الأبحاث في المجلات الاستشراقية الشهيرة .

[4] هنري ماسيه : الإسلام ، ص 55.

أخلاق وصفات رسول الله محمد

أولاً : أخلاقه 

 

عاش النبي  ~ صلى الله عليه و سلم ~  بعد وفاة جده عبد المطلب زعيم مكة -  في بيت عمه ابي طالب ، ومن ثم نال حظاً وافراً من الفطنة والفكر السديد، ومعايشة قضايا العالم  ومشكلاته ونزاعاته .. فطالع النبي محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~   صحائف البشرية وأحوال القبائل والجماعات والأحلاف، وقد كان النبي     ~ صلى الله عليه و سلم ~   في ذروة الإيجابية مع قضايا أمته ، فهو عضو في " حلف الفضول " للدفاع عن المظلومين، ورفض كل صور الظلم، وأكل الحقوق بالباطل .. كما إنه حكم عدل في فض النزاعات والمشكلات التي تحدث بين القبائل والعائلات .. كان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خُلقًا، وأعظمهم حلمًا، وأصدقهم حديثًا، وألينهم عَرِيكة، وأعفهم نفسًا، وأوفاهم عهدًا.. إنه ـ ببساطة شديدة ـ كما وصفته[1] زوجته خديجة ـ رضي الله عنها ـ ، يصل الرحم، ويحمل الكل، ويُكسب المعدوم، ويُقري الضيف، ويُعين على نوائب الدهر .

 

1- الامتياز في الأخلاق

يقول المستشرق آرثر جيلمان : "لقد اتفق المؤرخون على أن محمداً ~ صلى الله عليه و سلم ~  كان ممتازاً بين قومه بأخلاق جميلة؛ من صدق الحديث، والأمانة، والكرم، وحسن الشمائل، والتواضع.. وكان لا يشرب الأشربة المسكرة، ولا يحضر للأوثان عيداً ولا احتفالاً" [2] .

 

2- لم تشبه شائبة 

و يقول كارل بروكلمان:

 "لم تشبْ محمداً  ~ صلى الله عليه و سلم ~  شائبة من قريب أو بعيد؛ فعندما كان صبياً وشاباً عاش فوق مستوى الشبهات التي كان يعيشها أقرانه من بني جنسه وقومه" [3]

 

3- المفكر الخلوق

ويتحدث توماس كارلايل[4] عن نبينا محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~   قائلاً:

"لوحظ على محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~  منذ [صباه] أنه كان شابًا مفكرًا وقد سمّاه رفقاؤه الأمين – رجل الصدق والوفاء – الصدق في أفعاله وأقواله وأفكاره. وقد لاحظوا أنه ما من كلمة تخرج من فيه إلا وفيها حكمة بليغة . . وإني لأعرف عنه  ~ صلى الله عليه و سلم ~ أنه كان كثير الصمت يسكت حيث لا موجب للكلام، فإذا نطق فما شئت من لبّ ! وقد رأيناه  ~ صلى الله عليه و سلم ~  طول حياته رجلاً راسخ المبدأ، صارم العزم، بعيد الهم، كريمًا برًّا رؤوفًا تقيًا فاضلاً حرًا، رجلاً شديد الجدّ مخلصًا، وهو مع ذلك سهل الجانب لين العريكة، جمّ الِبشر والطلاقة حميد العشرة حلو الإيناس، بل ربما مازح وداعب، وكان على العموم تضيء وجهه ابتسامة مشرقة من فؤاد صادق.. وكان ذكي اللب، شهم الفؤاد.. عظيمًا بفطرته، لم تثقفه مدرسة، ولا هذبه معلم، وهو غني عن ذلك.. فأدى عمله في الحياة وحده في أعماق الصحراء" [5].

 

4- أعظم الناس مروءة

 ويتحدث الباحث البلجيكي ألفرد الفانز: عن أخلاق محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~   فيقول:

"شب محمد   ~ صلى الله عليه و سلم ~   حتى بلغ ، فكان أعظم الناس مروءة وحلماً وأمانة ، وأحسنهم جواباً، وأصدقهم حديثاً ، وأبعدهم عن الفحش حتى عرف في قومه بالأمين ، وبلغت أمانته وأخلاقه المرضية خديجة بنت خويلد القرشية ، وكانت ذات مال ، فعرضت عليه خروجه إلى الشام في تجارة لها مع غلامها ميسرة ، فخرج وربح كثيراً ، وعاد إلى مكة وأخبرها ميسرة بكراماته ، فعرضت نفسها عليه وهي أيم ، ولها أربعون سنة ، فأصدقها عشرين بكرة، وتزوجها وله خمسة وعشرون سنة، ثم بقيت معه حتى ماتت. " [6] .

 

5- احترام الناس له

ويتحدث الباحث الروسي آرلونوف، عن نبي الرحمة، ويقول :

"اشتهر   ~ صلى الله عليه و سلم ~   بدماثة الأخلاق، ولين العريكة، والتواضع وحسن المعاملة مع الناس، قضى محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~  أربعين سنة مع الناس بسلام وطمأنينة، وكان جميع أقاربه يحبونه حباً جماً، وأهل مدينته يحترمونه احتراماً عظيماً، لما عليه من المبادئ القويمة، والأخلاق الكريمة، وشرف النفس، والنزاهة." [7] .

 

6- أقوال من عاصروه 

هذه بعض أقوال علماء الغرب المنصفين في حديثهم عن أخلاق محمد ..

فماذا كانت أقوال من عاصروا النبي وكانوا معه كظله ؟ :

يقول علي بن أبي طالب:

"كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يخزن لسانه إلا مما يعنيهم ويؤلفهم ، ولا يفرقهم ، يكرم كريم كل قوم ، ويوليه عليهم ، ويحذر الناس ويحترس عنهم ، من غير أن يطوي عن أحد بشره وخلقه ، ويتفقد أصحابه ، ويسأل الناس عما في الناس ، ويحسن الحسن ويصوبه ، ويقبح القبيح ويوهنه ، معتدل الأمر غير مختلف ، لا يغفل مخافة أن يغفلوا ، أو يملوا ، لكل حال عنده عتاد ، لا يقصر عن الحق ، ولا يجاوزه إلى غيره ، الذين يلونه من الناس خيارهم ، وأفضلهم عنده أعمهم نصيحة وأعظمهم عنده منزلة : أحسنهم مواساة ومؤازرة ." [8] .

"كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دائم البشر ، سهل الخلق، لين الجانب ، ليس بفظ [9] ، ولا غليظ ولا صخاب [10] في الأسواق ، ولا فاحش ولا عياب ، ولا مداح يتغافل عما لا يشتهي ، ويؤيس منه ، ولا يجيب فيه، قد ترك نفسه من ثلاث : المراء [11]، والإكثار ، ومالا يعنيه وترك الناس من ثلاث : كان لا يذم أحدا ، ولا يعيره ، ولا يطلب عوراته، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه، إذا تكلم أطرق [12] جلساؤه ، كأنما على رءوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده الحديث من تكلم أنصتوا له ، حتى يفرغ حديثهم عنده حديث أولهم ، يضحك مما يضحكون ، ويتعجب مما يتعجبون ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه" [13] .

"كان سكوت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على أربع : على الحلم ، والحذر ، والتقدير ، والتفكير ، فأما تقديره ففي تسوية النظر ، والاستماع من الناس ، وأما تفكيره ففيما يبقى ، ولا يفنى وجمع له الحلم في الصبر ، فكان لا يغضبه شيء ، ولا يستفزه وجمع له الحذر في أربع : أخذه بالحسن ليقتدى به ، وتركه القبيح لينتهى عنه ، واجتهاده الرأي فيما أصلح أمته ، والقيام فيما هو خير لهم ، جمع لهم خير الدنيا والآخرة" [14] .

كان " دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ،  ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مشاح، يتغافل عما لا يشتهي ولا يؤيس منه راجيه ولا يخيب فيه" [15]..

 

 

ثانيًا : صفاته 

 

1- كلام أنس في وصف النبي  ~ صلى الله عليه و سلم ~ 

قال أنس بن مالك – خادم النبي - :

"كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليس بالطويل الْبَائِنِ وَلا بِالْقَصِير، ِوَلَيْسَ بِالْأَبْيَضِ الْأَمْهَقِ، وَلَيْسَ بِالْآدَمِ، وَلَيْسَ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ [16]، وَلَا بِالسَّبْطِ [17]، بَعَثَهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وَتَوَفَّاهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً، وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ" [18]

" كان النبي – صلى الله عليه وسلم – ضَخْمَ الْيَدَيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، حَسَنَ الْوَجْهِ، لَمْ أَرَ بَعْدَهُ وَلَا قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَكَانَ بَسِطَ الْكَفَّيْنِ" [19]

"كَانَ يَضْرِبُ شَعَرُ النبي – صلى الله عليه وسلم –  مَنْكِبَيْهِ" [20].

 

2- كلام ابن عباس في وصف النبي  ~ صلى الله عليه و سلم ~ 

" كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ، وَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ أَشْعَارَهُمْ وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ، فَسَدَلَ النبي – صلى الله عليه وسلم – نَاصِيَتَهُ ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ" [21] .

 

3- كلام البراء في وصف النبي   ~ صلى الله عليه و سلم ~ 

" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً مربوعًا[22] ، بعيد ما بين المنكبين [23] عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه، عليه حلة حمراء ، ما رأيت شيئا قط أحسن منه" [24] .

 

4- كلام جابر بن سمرة في وصف النبي  ~ صلى الله عليه و سلم ~ 

" رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم -في ليلة إضحيان [ أي مضيئة مقمرة ] وعليه حلة حمراء فجعلت أنظر إليه وإلى القمر فلهو عندي أحسن من القمر " [25] .

" كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ضليع الفم أشكل العين منهوس العقب " . قال شعبة : قلت لسماك : ما ( ضليع الفم ) ؟ قال : عظيم الفم . قلت : ما ( أشكل العين ) ؟ قال : طويل شق العين . قلت : ما ( منهوس العقب ) ؟ قال : قليل لحم العقب [26] .

 

5- كلام علي بن أبي طالب في وصف النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ 

" لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم -بالطويل ولا بالقصير، شثن الكفين والقدمين، ضخم الرأس،  ضخم الكراديس [27]،  طويل المسربة [28]،  إذا مشى تكفأ تكفؤًا كأنما ينحط من صبب[29]، لم أر قبله ولا بعده مثله - صلى الله عليه وسلم – " [30] .

 

6- كلام أبي الطفيل في وصف النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ 

"رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وما بقي على وجه الأرض أحد رآه غيري "

قيل له : صفه لي . قال : " كان أبيض مليحًا مقصدًا " [31] .

 

7- كلام أبي هريرة في وصف النبي  ~ صلى الله عليه و سلم ~ 

"كان أحسن الناس ( صفة و أجملها كان ) ربعة [32] إلى الطول ما هو،  بعيد ما بين المنكبين، أسيل الخدين، شديد سواد الشعر، أكحل العينين، أهدب الأشفار، إذا وطئ [33] بقدمه وطئ بكلها، ليس له أخمص إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضة ( و إذا ضحك يتلألأ) [34] .

 

8- كلام أُمّ مَعْبَدٍ في وصف النبي   ~ صلى الله عليه و سلم ~ 

وهو أدق وصف – وصفه بشر في النبي-  على الإطلاق .. !  

قالت أُمَّ مَعْبَدٍ تصف رسول الله لزوجها، لما مر بها في رحلة الهجرة :

"رَأَيْتُ رَجُلا ظَاهَرَ الْوَضَاءَةِ .. أَبْلَجَ الْوَجْهِ [35] .. حَسَنَ الْخَلْقِ ..لَمْ تَعِبْهُ ثُحْلَةٌ..وَلَمْ تُزْرِ بِهِ صَعْلَةٌ ، وَسِيمٌ ، فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ [36] ، وَفِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ [37] ، وَفِي صَوْتِهِ صَهَلٌ [38] ،وَفِي عُنُقِهِ سَطَعٌ [39] ، وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ [40] ، أَزَجُّ [41] أَقْرَنُ ..

إِنْ صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ ، وَإِنْ تَكَلَّمَ سَمَاهُ وَعَلاهُ الْبَهَاءُ  ..

 أَجْمَلُ النَّاسِ وَأَبَهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ ،وأَحْلاهُ وَأَحْسَنُهُ مِنْ قَرِيبٍ ..

حُلْوُ الْمِنْطَقِ ، فَصْلٌ لا هَذِرٌ وَلا تَزِرٌ [42]، كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتٌ [43] نَظْمٌ يَتَحَدَّرْنَ ..

 رَبْعٌ لا يَأْسَ مِنْ طُولٍ ، وَلا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ ..

غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلاثَةِ مَنْظَرًا ، وَأَحْسَنُهُمْ قَدْرًا ، لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ ،

 إِنْ قَالَ أَنْصَتُوا لِقَوْلِهِ ، وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ ..

 مَحْفُودٌ [44] مَحْشُودٌ [45] لا عَابِسٌ وَلا مُفَنَّدٌ [46] " [47] .

 

------------------------------------------------------------------------------------------------

 

[1] انظر:صحيح البخاري، برقم 4572، وصحيح مسلم، برقم 231

[2] آرثر جيلمان :الشرق، ص117.

[3] نقلاً عن محمد عثمان عثمان : في كتابه (محمد في الآداب العالمية المنصفة) ص110.

[4] توماس كارلايل( 1795 – 1881 م) الكاتب الإنجليزي الشهير،  من أعماله (الثورة الفرنسية) و(الأبطال)  (1940)، وقد عقد فيه فصلاً كاملاً رائعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم،..الخ.

[5] توماس كارلايل : الأبطال ، ص50، 51.

[6] انظر: محمد شريف الشيباني: الرسول في الدراسات الإستشراقية المنصفة ، ص 17.

[7] آرلونوف : مقالة "النبي محمد "، مجلة الثقافة الروسية ، ج 7 ، عدد 9

[8]  رواه أبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبي (16)

[9] الفَظ : سَيِّء الخُلُق

[10] الصخَّب : الضَّجَّة، واضطرابُ الأصواتِ للخِصَام

[11]  المراء : المجادلة العقيمة

[12] أطرق : أمال رأسه إلى صدره منصتًا

[13]  رواه أبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبي - (16)

[14]  رواه أبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبي - (16)

 [15]الترمذي : مختصر الشمائل المحمدية، 24

[16] القطط: الشعر فيه التواء وانقباض

[17] السبط: الشعر المسترسل.

[18] صحيح البخاري - (5449)، وجعله الإمام الترمذي أول أحاديث كتابه الشمائل

[19] صحيح البخاري - (5456)

[20] صحيح البخاري - (5453)

[21] صحيح البخاري - (5462)

[22] ليس بالطويل البائن ولا بالقصير

[23] المنكب : مُجْتَمَع رأس الكتف والعضد

[24] صحيح – رواه الترمذي في الشمائل ( 3)  ، وصححه الألباني في مختصر الشمائل،  ص 14

[25] صحيح – رواه الترمذي في الشمائل ( 8)  ، وصححه الألباني في مختصر الشمائل،  ص 26

[26] صحيح – رواه الترمذي في الشمائل ( 7)  ، وصححه الألباني في مختصر الشمائل،  ص 26

[27] رؤوس العظام.

[28] المَسرَبة: الشعر الدقيق الذي يبدأ من الصدر وينتهي بالسرة.

[29] الصبب: انخفاض من الأرض.

[30] صحيح – رواه الترمذي في الشمائل ( 4) ، وصححه الألباني في مختصر الشمائل،  ص 15

[31] صحيح – رواه الترمذي في الشمائل (12)  ، وصححه الألباني في مختصر الشمائل،  ص 27

[32] الربعة : ليس بالطويل ولا بالقصير

[33] وطئ : وضع قدمه على الأرض أو على الشيء وداس عليه ، ونزل بالمكان

[34] حسن- رواه البيهقي (234 ): وحسنه الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير (8762)

[35] أبلج الوجه : مشرق الوجه مضيئه

[36] شدة سواد العينين مع سعتهما، دلالة علي شدة جمل العينين

[37] في شعر أجفانه طول

[38] فيه بحة، كانت تجمل الصوت .

[39] طول

[40] الكث : الغزير والكثيف

[41] الحاجب الرقيق

[42] الفصل : البَيِّن الظاهر ، الذي يَفْصِل بين الحقّ والباطل

[43] الخرز : حبات تنظم في عقد تضعه المرأة في رقبتها لتتزين به، دلالة على تنسيق الكلام، وترتيبه،  جمال العرض.

[44] المحفود : الذي يخدمه أصحابه

[45] المحشود : الذي يجتمع إليه الناس

[46] لا مفند : يعني لا عابس ولا مكذب

[47]  صحيح – رواه الطبراني في المعجم الكبير (3524)،والحاكم في المستدرك (4243)،والبيهقي في دلائل النبوة،  وابن عمرو الشيباني في الآحاد والمثاني(3083)، وقال الذهبي – في التلخيص -  : صحيح

الميلاد والنشأة

هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، القرشي والذي يمتد نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم ـ عليهما السلام ـ .
وللنبي عدة أسماء، أشار إلى بعضها في أحد الأحاديث، فقال " لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي (أي يُحشر الناس إثر بعثه)، وأنا العاقب" والعاقب الذي ليس بعده نبي.
يقول المؤرخ الأمريكي رالف لنتون : "ولد محمد‏ صلى الله علية وسلم‏ في مكة [20 أبريل 571م] من عائلة ذات مركز حسن، ولكنَّ أباه مات قبل ولادته، كما ماتت أمه عندما كان في السادسة من عمره.. وفي السنوات الأولى من سن المراهقة كان يعمل راعياً.. وعندما بلغ السابعة عشرة من عمره ذهب إلى سوريا مع عمٍّ له - بقصد التجارة –، وعندما أصبح في الرابعة والعشرين كان ينوب عن أرملة غنية – هي السيدة خديجة – في السفر بقافلتها التجارية، وبعد عام آخر- أي في عام 595م - تزوج تلك الأرملة التي كانت في الأربعين من عمرها، وكانت قد تزوجت قبل ذلك مرتين، ولها من زوجيها السابقين ولدان وبنت. وولدت له هذه الأرملة ولدين ماتا عندما كانا طفلين، وأربع بنات. وفي السنوات الواقعة بين عامي 595-610 م كان محمد تاجراً محترماً في مكة، وكان يلقب بالأمين نظراً لما اتصف به من صدق وحكمة في أحكامه" [6] .

الحروب الإعلامية التي تشن لتشويه صور العظماء

ما أكثر الحروب الإعلامية التي تشن لتشويه صور العظماء ! وما أقبحها حينما تجعل من الفساق فضلاء، ومن الأخيار أشرارًا، حينها نرى وسائل الإعلام المغرضة أبواقًا تنفث سمها يمنة ويسرة، لتتخلى عن رسالتها الإنسانية وترتدي عباءة الذل والعار..
لقد أساءت إلينا جميعًا، وأساءت لكل إنسان، تلك الإساءات المتكررة لجناب نبي الإنسانية وسيد ولد آدم .. رسوم كاريكاتيرية .. كتب .. صحف .. برامج تلفزيونية ..تصريحات من أعلى القيادات السياسية والدينية .. أصبح شغلها الشاغل تشويه صورة " محمد بن عبد الله " ومحاولة النيل من دينه وشرفه وأخلاقه..
إنها محاولات حمقاء، تحاول أن تطعن في أقوى سلاح يمتلكه نبي الإسلام، إنه سلاح "الرحمة ".. إنهم يتهمون نبي الإسلام صلى الله عليه و سلم في أخص خصائصه على الإطلاق، ألا وهي خصيصة " الرحمة"، التي ساد وقاد بها العالم .
وكون هذه الإساءات لا تضير نبي الرحمة- فلا يضر السحاب نبح الكلاب- لا يعفي المسلمين المعاصرين من المسئولية أمام الله تعالى، فضلاً عن المسئولية أمام التاريخ الإنساني والإسلامي ..
نعم، نحن مسؤلون أمام الله يوم القيامة عن سكوتنا عن هذا المنكر الفظيع، وسلبيتنا أمام هذا الظلم المريع . ومسؤلون أيضًا أمام التاريخ، وعرضة أكيدة للسب واللعن من أحفادتنا حينما توارينا الأيام والسنون تحت أطباق التراب .. عندها نموت وقد لحق بنا العار؛ أن سُب رسولنا الأعظم– صلى الله عليه وسلم – ونحن في خرص ونيام وسلبية !
سييقول أحفادنا -وهم يلعنوننا – لقد سُب رسول الله في عصركم ولم تفعلوا ما يبيض الوجه ويزيل حمرة الخجل !
آن لنا أن يبرىء كل منا ذمته، على النحو الذي يتفق وقدراته .. فكل مسلم الآن " واجب عليه أن يعرف الناس برسول الله وينصره قدر استطاعته " ..
فالمعلم والمدرس والأستاذ يغرس في نفوس تلاميذه وطلابه قيم حب النبي – صلى الله عليه وسلم - وتوقيره والاقتداء به .
ورب الأسرة يربي الأولاد على منهج النبي – صلى الله عليه وسلم – يحفظهم الغزوة كما يحفظهم السورة من القرآن.
والموظف في مكتبه، يعلي من قيمة حب النبي – صلى الله عله وسلم – بين زملائه وأمام المواطنين .
والمدير في شركته أو مصنعه، يجعل من نصرة النبي – صلى الله عليه وسلم – وتعميق حبه في نفوس العاملين هدفًا ساميًا من أهداف مؤسسة العمل .
والإعلامي والصحفي يرصد كل إساءة لديننا ونبينا، فيفندها، ويناقشها، ويتثير همم الجماهير في الزود عن حياض الدين، واتباع منهج الحبيب – صلى الله عليه وسلم -
والتاجر والصانع يقاطع منتجات الأعداء ومنتجات كل دولة أو حكومة أساءت لنبينا – صلى الله عليه وسلم - .
إن رجال الأعمال والأغنياء عليهم دور كبير، وواجب أكيد في التعريف بنبي الرحمة ونصرته بأموالهم، عليهم أن يدعموا الكتب والإصدارات والفعاليات التي من شئنها التعريف بنبي الرحمة ونصرته .
أحرى برجال الأعمال المسلمين أن ينفقوا – ولو من ذكاة أموالهم – في تأسيس مثل هذه المشاريع الخيرية التي من شأنها نصرة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
وليتهم ينفقون معشار ما ينفقه الغرب على الحرب على الإسلام ونبي الإسلام !
ولذلك رأيت أن أقوم – بدوري - وإلقاء الضوء على صفات النبي صلى الله عليه و سلم الدالة على رحمتة بالبشرية وأخلاقه وشمائله وخصائصه، وتعامله مع المسلمين وغيرهم، وذلك بإسلوب سهل ويسير..وقد جعلت البحث يتحدث بلسان حال علماء الغرب الذين أنصفوا رسول الإسلام صلى الله عليه و سلم في كتاباتهم ودراساتهم.
ولقد تبين لي من خلال هذا البحث أن الكثير من علماء الغرب قد كشفوا عن الكثير والكثير من الجواهر والدرر في حياة محمد صلى الله عليه و سلم ، فبينوا الكثير من مظاهر الرحمة والدروس والعبر في سيرة ومسيرة النبي محمد صلى الله عليه و سلم ..

وتنبع أهمية هذا البحث ؛ من كونه رسالة تعريف مبسطة لنبي الإسلام في وقت تكالبت فيه الأقلام المسمومة والألسنة الحاقدة للنيل من مكانته صلى الله عليه و سلم ..
والدراسة إذ تُّسْهم بمحاولة توضيح صورة نبي الإسلام للعالم، تنطلق من الإيمان بأهمية شهادات العلماء الغربيين المنصفين لنبي الإسلام صلى الله عليه و سلم .
فرب شهادة باحث غربي أوقع في قلوب الغربيين من نصوص إسلامية كثيرة !

ولقد جعل البحث من أدبيات علماء الغرب وحديثهم عن فضائل النبي صلى الله عليه و سلم ، مصدراً رئيسياً للبحث، ولم يستخدم البحث الأسلوب المعتاد أو التقليدي في الحديث عن شمائل النبي صلى الله عليه و سلم ، بل استخدم أدبيات الغرب أنفسهم في الحديث عن أخلاقيات وشمائل النبي صلى الله عليه و سلم . هذا، و ركز البحث على تناول مظاهر الرحمة في شخصية محمد صلى الله عليه و سلم ، بلغة سهلة، غير إنها تخاطب العقل، وتحرك الوجدان، واعتمدتُ على الدراسات الإستشراقية المنصفة بالأساس.. إضافة إلى كتب السيرة والشمائل والحديث النبوي والدراسات العربية المعاصرة.

السبت، مارس 06، 2010

مقاطعة المنتجات الدنماركية والنرويجية - Boycott Danish & Norwegian Products







أخي

المسلم أختي المسلمة




قد قام حثالة من الصحافيين

في الدنمرك بإهانة سيد هذه الأمة رسلونا صلى الله عليه وسلم ووصوفه

بكركتيراتهم بأبشع الوصف والصور




وقد قمنا في هذه الصفحة


بعرض بعض رسوماتهم عليهم من الله مايستحقون



==============================================================


أخي المسلم أختي المسلمة


هذه بعض المنتجات الدينماركية التي

حصلنا عليها حتى الأن






































تذكر أخي المسلم هذا
الرقم









التعريف بأساس المشكلة
أولاً /







منذ فترة قصيرة، حوالي 3 شهر نشرت جريدة دانمركية ذائعة الصيت، وذات

مصداقية كبيرة لدى الشعب الدانمركي، مسابقة لرسم أحسن كاريكاتير،

للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وبالفعل أرسل القراء أكثر من مائة

صورة...



وتم نشر حوالي 12 كاريكتير، تصور رسول الله، وهو يلبس عمامة مليئة

بالقنابل والصواريخ، وتصوره وهو يصلى في أوضاع مهينه للغاية، ولقد تم

نشر هذه الصور علنا ,وعلى مدار عدة أسابيع، وبمعرفة وموافقة، بل وتأييد

من الحكومة، وتفاعل الرأي العام الدانمركي معه، ولقد حاولت الجالية

الإسلامية هناك، الدفاع



عن الإسلام ومقدساته، وذلك بوقف نشر هذه الصور، كما رفض رئيس التحرير

مجرد مقابلتهم، وتضامنت كل الهيئات الحكومية مع الجريدة، ورفضت كل

محاولات الجالية الإسلامية... فقاموا بعمل بعثة سلامية للقيام بجولة في

العالم العربي للتضامن معهم عن طريق فرض حصار اقتصادي، بمقاطعة كل

المنتجات الدانمركية ومنع استيرادها ، وكل ما نرجوه من كل من يقر هذه

الرسالة، ن يقاطع كل المنتجات الدانمركية ..







ولا تنسوا أنكم سوف تلقون رسول الله يوم القيامة على نهر



الكوثر فماذا ستقولون له وقد علمتم ما علمتم ؟ أرجوكم يا شباب لا

تجعلوا الأمر يمر عليكم مرور الكرام، وتخيلوا لو أن حدهم سب أمك و أختك

فماذا سيكون رد فعلك؟ وهل هلك وذويك، أحب إليك من رسول الله


وهذا جدول يبين بعض المنتجات

الدنمركية




( قائمه ببعض المنتوجات الدانمركية)



زبدة وأجبان /







  1. زبدة لورباك .




  2. جبنة البقرات الثلاث
    .






  3. جبنة الدنماركية
    البيضاء .





  4. جبنة الموزاريلا.






  5. جبنة بوك.




  6. جبنة بوك.




  7. وتشمل أجبان فيتا
    السعودية.







المشروبات






  1. شراب ماجيستك .




  2. شراب السعودية .




  3. عصائر السعودية




  4. عصير فيفيير .




  5. مياه السعودية .




  6. حليب نيدو.




  7. حليب أنكور.




  8. عصير سنتوب




  9. حليب السعودية .




  10. حليب دانو.




  11. ماجستيك(
    مشروبات غازية فوارة)








المأكولات/






  1. ماركة "كريسبي"




  2. صلصة (معجون)طماطم
    السعودية





  3. كريسي (رقائق
    بطاطس,وفول

    سوداني)






الايسكريم:






  1. ايسكريم موفمبيك ،






  2. بريمو السعودية ،






  3. ومور ،




  4. ويوفو




  5. موفنبيك




  6. بابو.




لتجميل

  1. كريم وصابون ومزيل العرق (HAZA)

  2. ورغوة شامبو (ZATA)

  3. جل الشعر

  4. ملمع شفاه شازاد.

  5. شركة بيزون وهي شركة دانمركية مشهورة في عالم التجميل.

  6. شركة كارولين .

  7. شركة دانفوس Danfoss


الشركات/


  1. KDD شركة كويتية دانمركية لانتاج العصائر ومعجون الطماطم وزيت الزيتون
    وقشطة وحليب وغيره

  2. اسهم سدافكو السعودية "شركة سدافكو" قائمة على انتاج المواد الغذائية من
    الألبان ومشتقاتها والعصائر وغيرها ولها ارتباط وثيق ببعض الشركات الدنمركية

  3. جميع منتجات مخابز وشركة صوفي دى فرانس لصنع الفطائر والمعجنات الدانمركية.



ساهم معنا في الذب عن عرض نبينا صلى
الله عليه وسلم بنشرك لهذه المعلومات الواردة في هذه الصفحة عن المنتجات الدنمركية


والتي يجب على كل مسلم غيرو مقاطعتها فورا حتى يتم الإعتذار رسميا من قبلهم لما بدر
منهم في حق رسولنا صلى الله عليه وسلم

كما نرجو من اي زائر لهذه الصفحة موافتنا عن اسم اي منتج او صورة لمنتج يباع في
أسواقنا من إنتاج الدنمرك لكي نقوم بنشرها للجميع

================================================



الجمعة، مارس 05، 2010

(قاطعوا) موقع فيسبوك | Facebook : حملة نصرة رسول الله صلى الله علية وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة





لقد نظر الجميع إلى الاستهزاء الذي حل برسول الله صلوات ربي وسلامة علية



وها نحن على منبر الدفاع عن رسول الله صلى الله علية وسلم

نقيم هذي حملة نصرة رسول الله وسوف ننشرها بقدر استطاعتنا حول مقاطعة موقع الفيس بوك


الذي اصبح هذا الموقع يجلب جميع ابناء الوطن العربي والذي يحطم اخلاقهم ومبادئهم الإسلامية

التي يجب على المسلم أن يلتزمها دوماً
واصبح هذا الموقع فية أشياء لا يرضاه الله ولا رسولة صلى الله علية وسلم
أصبح فيه التعارف الجنسي ... واصبح الشاب العربي المسلم يتعرف على شابة كافرة كانت عربية أو أجنبية ... هذا لا ترضاة العقيدة الإسلامية ابداً
يقول الله تبارك وتعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )[النور:19].


إذن تحت منبر حملة مناصرة رسول الله صلى الله علية وسلم

نقوم بصوت الغضب المخلص لله عز وجل
دفاعاً عن رسول الله صلى الله علية وسلم


ونريد نبين لكم ان هذي المقاطعة حصلت بسبب شخص حقير يستهزأ برسول الله في حسابه الموجود في الفيسبوك وهذا رقم المجموعة في الفيسبوك: 291234547774



لا نريد أن ننشر الرابط وذالك حفاظاً على مشاعر المسلمين

ويكفي بذالك طرح رقم مجموعة هذا النجس الحقير الذي استهزاء برسول الله صلى الله علية وسلم


ولقد تم تبليغ عن هذي الصفحة أكثر من مرة التي فيها استهزاء با الرسول صلى الله علية وسلم

ولا يوجد اي استجابة من قبل مدراء فيسبوك Facebook


هل هذا العمل الذي يقومون بة هل هوا حرية التعبير

سحقاً لهم وللحرية التي يزعمونها والله يلعنهم في الدنيا و الاخرة



وهذا جزاء من يوذي الله ورسولة



قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا )

صدق الله العظيم



إخواني انصروا رسول الله صلى الله علية وسلم

لكي تبرئ نفسك يوم القيامة وانك دافعت عنة


اللهم إني بلغت اللهم فشهد

الكاتب : غريب











مواضيع ذات صلة بـ (قاطعوا) موقع فيسبوك Facebook : حملة نصرة رسول الله صلى الله علية وسلم :



السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الخميس، مارس 04، 2010

Prophet's Appearance and Dress

Appearance

Muhammad (s.a.a.w.) was of a height a little above the average. He was of sturdy build with long muscular limbs and tapering fingers. The hair of his head was long and thick with some waves in them. His forehead was large and prominent, his eyelashes were long and thick, his nose was sloping, his mouth was somewhat large and his teeth were well set. His cheeks were spare and he had a pleasant smile. His eyes were large and black with a touch of brown. His beard was thick and at the time of his death, he had seventeen grey hairs in it. He had a thin line of fine hair over his neck and chest. He was fair of complexion and altogether was so handsome that Abu Bakr composed this couplet about him:

"As there is no darkness in the moonlit night so is Mustafa, the well-wisher, bright."

His gait was firm and he walked so fast that others found it difficult to keep pace with him. His face was genial but at times, when he was deep in thought, there there were long periods of silence, yet he always kept himself busy with something. He did not speak unnecessarily and what he said was always to the point and without any padding. At times he would make his meaning clear by slowly repeating what he had said. His laugh was mostly a smile. He kept his feelings under firm control - when annoyed, he would turn aside or keep silent, when pleased he would lower his eyes [Tirmidhi].

Dress

His dress generally consisted of a shirt, tamad (trousers), a sheet thrown round the shoulders and a turban. On rare occasions, he would put on costly robes presented to him by foreign emissaries in the later part of his life. [Ahmed, Musnad, Hafiz Bin Qayyim]

His blanket had several patches. [Tirmidhi] He had very few spare clothes, but he kept them spotlessly clean. [Bukhari] He wanted others also to put on simple but clean clothes. Once he saw a person putting on dirty clothes and remarked,

"Why can't this man wash them." [Abu Dawood]

On another occasion he enquired of a person in dirty clothes whether he had any income. Upon getting a reply in the affirmative, he observed,

"When Allah has blessed you with His bounty, your appearance should reflect it." [Abu Dawood]

He used to observe:

"Cleanliness is piety."

Appearance

Muhammad (s.a.a.w.) was of a height a little above the average. He was of sturdy build with long muscular limbs and tapering fingers. The hair of his head was long and thick with some waves in them. His forehead was large and prominent, his eyelashes were long and thick, his nose was sloping, his mouth was somewhat large and his teeth were well set. His cheeks were spare and he had a pleasant smile. His eyes were large and black with a touch of brown. His beard was thick and at the time of his death, he had seventeen grey hairs in it. He had a thin line of fine hair over his neck and chest. He was fair of complexion and altogether was so handsome that Abu Bakr composed this couplet about him:

"As there is no darkness in the moonlit night so is Mustafa, the well-wisher, bright."

His gait was firm and he walked so fast that others found it difficult to keep pace with him. His face was genial but at times, when he was deep in thought, there there were long periods of silence, yet he always kept himself busy with something. He did not speak unnecessarily and what he said was always to the point and without any padding. At times he would make his meaning clear by slowly repeating what he had said. His laugh was mostly a smile. He kept his feelings under firm control - when annoyed, he would turn aside or keep silent, when pleased he would lower his eyes [Tirmidhi].

Dress

His dress generally consisted of a shirt, tamad (trousers), a sheet thrown round the shoulders and a turban. On rare occasions, he would put on costly robes presented to him by foreign emissaries in the later part of his life. [Ahmed, Musnad, Hafiz Bin Qayyim]

His blanket had several patches. [Tirmidhi] He had very few spare clothes, but he kept them spotlessly clean. [Bukhari] He wanted others also to put on simple but clean clothes. Once he saw a person putting on dirty clothes and remarked,

"Why can't this man wash them." [Abu Dawood]

On another occasion he enquired of a person in dirty clothes whether he had any income. Upon getting a reply in the affirmative, he observed,

"When Allah has blessed you with His bounty, your appearance should reflect it." [Abu Dawood]

He used to observe:

"Cleanliness is piety."

Appearance

Muhammad (s.a.a.w.) was of a height a little above the average. He was of sturdy build with long muscular limbs and tapering fingers. The hair of his head was long and thick with some waves in them. His forehead was large and prominent, his eyelashes were long and thick, his nose was sloping, his mouth was somewhat large and his teeth were well set. His cheeks were spare and he had a pleasant smile. His eyes were large and black with a touch of brown. His beard was thick and at the time of his death, he had seventeen grey hairs in it. He had a thin line of fine hair over his neck and chest. He was fair of complexion and altogether was so handsome that Abu Bakr composed this couplet about him:

"As there is no darkness in the moonlit night so is Mustafa, the well-wisher, bright."

His gait was firm and he walked so fast that others found it difficult to keep pace with him. His face was genial but at times, when he was deep in thought, there there were long periods of silence, yet he always kept himself busy with something. He did not speak unnecessarily and what he said was always to the point and without any padding. At times he would make his meaning clear by slowly repeating what he had said. His laugh was mostly a smile. He kept his feelings under firm control - when annoyed, he would turn aside or keep silent, when pleased he would lower his eyes [Tirmidhi].

Dress

His dress generally consisted of a shirt, tamad (trousers), a sheet thrown round the shoulders and a turban. On rare occasions, he would put on costly robes presented to him by foreign emissaries in the later part of his life. [Ahmed, Musnad, Hafiz Bin Qayyim]

His blanket had several patches. [Tirmidhi] He had very few spare clothes, but he kept them spotlessly clean. [Bukhari] He wanted others also to put on simple but clean clothes. Once he saw a person putting on dirty clothes and remarked,

"Why can't this man wash them." [Abu Dawood]

On another occasion he enquired of a person in dirty clothes whether he had any income. Upon getting a reply in the affirmative, he observed,

"When Allah has blessed you with His bounty, your appearance should reflect it." [Abu Dawood]

He used to observe:

Appearance

Muhammad (s.a.a.w.) was of a height a little above the average. He was of sturdy build with long muscular limbs and tapering fingers. The hair of his head was long and thick with some waves in them. His forehead was large and prominent, his eyelashes were long and thick, his nose was sloping, his mouth was somewhat large and his teeth were well set. His cheeks were spare and he had a pleasant smile. His eyes were large and black with a touch of brown. His beard was thick and at the time of his death, he had seventeen grey hairs in it. He had a thin line of fine hair over his neck and chest. He was fair of complexion and altogether was so handsome that Abu Bakr composed this couplet about him:

"As there is no darkness in the moonlit night so is Mustafa, the well-wisher, bright."

His gait was firm and he walked so fast that others found it difficult to keep pace with him. His face was genial but at times, when he was deep in thought, there there were long periods of silence, yet he always kept himself busy with something. He did not speak unnecessarily and what he said was always to the point and without any padding. At times he would make his meaning clear by slowly repeating what he had said. His laugh was mostly a smile. He kept his feelings under firm control - when annoyed, he would turn aside or keep silent, when pleased he would lower his eyes [Tirmidhi].

Dress

His dress generally consisted of a shirt, tamad (trousers), a sheet thrown round the shoulders and a turban. On rare occasions, he would put on costly robes presented to him by foreign emissaries in the later part of his life. [Ahmed, Musnad, Hafiz Bin Qayyim]

His blanket had several patches. [Tirmidhi] He had very few spare clothes, but he kept them spotlessly clean. [Bukhari] He wanted others also to put on simple but clean clothes. Once he saw a person putting on dirty clothes and remarked,

"Why can't this man wash them." [Abu Dawood]

On another occasion he enquired of a person in dirty clothes whether he had any income. Upon getting a reply in the affirmative, he observed,

"When Allah has blessed you with His bounty, your appearance should reflect it." [Abu Dawood]

He used to observe:

"Cleanliness is piety."

"Cleanliness is piety."